شعوب بلاد ما بين النهرين ودورهم في بناء أسس حضارة العراق القديمة
Abstract
حصلت المدن السامية خلال الالف الثاني قبل الميلاد على السيطرة السياسية فانصهرت تدريجياً الشعوب غير السامية والمتمثلة بالسومريون، مما ادى ذلك الى تقهقر اللغة السومرية أمام اللغة الاكدية، ولكن يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار ان انصهار الشعب السومري في الشعوب السامية رافقه استيعاب الساميين لعناصر عديدة من اللغة السومرية التي أصبحت لغةَ ميتة لاسيما فيما يتعلق بالأسماء الجغرافية والاصطلاحات العقائدية، فمع ان اللغة السومرية لم تعد تستعمل في الكلام والمخاطبات الا ان الكتبة البابليين والاشوريين تعلموها بدقة واتقان- كما في العصور الوسطى عندما تعلم الاوربيون الكتابة باللغة اللاتينية مع انها لم تستعمل كلغة للمحادثة – لذلك فإنه يمكن القول بأنه بدون معرفة اللغة السومرية لم تكن الثقافة مستطاعة.
وعلى الرغم من انصار السومريون الى درجة ادت الى فقدهم لغتهم الام، الا ان ذلك لم يكن عائقاً امامهم للابداع والارتقاء والتطور، فما تركوه من تراث كبير على الشعوب السامية كان له بالغ الاثر في نقل تصور مهم عنهم بأنهم كانوا بالفعل بناة حضارة عريقة، حتى انه ومن الاصح ان نسمي الحضارة البابلية باسم الحضارة ((السومرية –البابلية)).
Full Text:
PDFRefbacks
- There are currently no refbacks.